إن-الأنا - يظل غامضا كالقوة الإلهية الخفية داخل الإنسان ، إن حكمة الأنا ليست حكمة مطلقة ، ولكنها تتعلق بالجهاز العصبي المركزي المحكم.إن مفهوم – الأنا- يعني قدرة العقل على دمج الحقيقة الداخلية والخارجية ، على مزج الحاضر بالماضي ، وعلى تصنيع الأفكار والمشاعر ، مصطلح –الأنا- كما استخدمه فرويد يعني عمل الذات الإنسانية المستمر ، انه ذاك الفارس الرشيق الذي يقود حصانين في آن واحد ، الوعي اللاذاتي والغرائز الأنانية ، كذلك فان- الأنا- يحوي كل تلك السلوكيات المعوقة، التي يحفزها المخ ، تلكالتي تعجز عن أدائها اعقد وابرع أجهزة الكمبيوتر في العالم، فعلى سبيل المثال تلك القدرة العجيبة على التعرف على الوجوه,التوقيعات وتمايزها، وعمليات أخرى خاصة ومختصة، لا تتمكن الأجهزة الذكية من القيام بها، فقط يقوم بها المخ الإنســـــاني المتواضع والمدرب جيدا .إن وصف فرويد- للانا - بالفارس الذي يحاول ركوب حصانين في آن واحد ينخس بمهماز الدوافع الأنانية لل – ألهو- تطوقــــــهالكوابح الأخلاقية للانا العليا تصده الحقيقة ، فيثار- الأنا- محاربا محاولا التأقلم والتكيف ، ومن اجل خفض تلك القوى التي تحاول جاهدة العمل في تناغم يعمل – ألانا- على تأجيل وتعديل الرغبات الغريزية ، ويحدث هذا في إطار عملية تحويل تدريجية .إن- الأنا- لا تمتلك تجارب خاصة بها ، انه جهاز عقلي منظم يتكون من مجموع أجزاء الجهاز العصبي , ويظل خفيا ، لكن مــــن المؤكد إن- الأنا- سيظل دائما شيئا مجردا ومطلقا . إن وظيفة- الأنا- ليست محصورة في إطار التكيف الذهني فحسب بل حكمتــــــه تضم في جنباتها كل الدفاعات والتطورات والإبداعات ، إن الهدف النهائي والأسمى لتطور- الأنا- هو الحكمة ، ودمج الرعايـــــة بالعدل والقدرة على التعرف على الاحتياجات المختلفة للإنسان.إن رعاية الإنسان لنفسه يجب أن تحوي رؤية مهمة بعيدة المدى، تمتد إلى عوالم أخرى تبجل النفس وتكبرها دون أن تنتقــــص من الآخرين .إن- الأنا- المتكيفة يجب أن تتعلم كيف تفرش بساطها على الأرض والماء ومن ثم يعود عليها عطاؤها بعشرة أمثال ما أعطـــــت ,وان تحول تراب الأرض إلى ذهب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق